أزيكم يا حلووووووين.
وأنا محتاسه فتدبير الميزانيه أياها عملت بحث علي جوجل ولقيت الموضوع دة هو طول شوية بس صدقوني مفيد جداً.....
يا رب تستفادوا منه لان أنا أستفدت جداً والله يجزيها خير اللي كتبته.
انا والنقود وحكاية لا تنتهي ..
قبل ان اتزوج كانت حياتي تتسم بقدر كبير من الرفاهية والا مبالاة ايضا .. كنت انفق كثيرا واتلف اكثر .. اشتري وارمي .. في بعض الاحيان كنت اوفر وادخر ولكن في الغالب كنت ابدد ما ادخره ولا استفد كثيرا مما اشتريه .. في الفترة التي امتدت ما بين بداية المرحلة الجامعية وبين زواجي كانت قد تشكلت لدي فكرة شبه واضحه عن كيفية ترشيد الانفاق وظبط ميزانيتي .. كان مصروفي معي اتحكم به بالطريقة التي اريدها .. كان كبيرا ولكن المتطلبات دائما ماستكون اكبر .. تعلمت ان اوزان بين الاثنين ولم يكن لدي في ذلك صعوبه .. بعد ان تزوجت وجدت بعض الصعوبات في تنفيذ ما اعتدته .. اختلف الدخل .. اختلف نمط الحياة .. تغيرت كثيرا اوجه الانفاق وتبدلت الأولويات .. في السنة الاولى من زواجي لن ادعي اني تدبرت الامر جيدا .. لقد افسدته .. وافسدته كثيرا جدا .. كنت احاول الاحتفاظ بنفس حياتي السابقة بنفس طريقتي الامبالية في الانفاق ـ والتي كنت اظنها رشيده ـ تنازلت عن بعض ما كنت اظنه من الاولويات كالملابس او الطعام من الخارج وكنت اظن اني بهذا قمت بما علي ..
الآن وبعد بضعه سنوات اخرى اكتشفت اني لست مطالبة بالتنازل عن شيء احبه .. كل ما يلزمني لانظم دخلي بحيث يكفي متطلباتي هو بعض التنظيم والتفكير ولن اقدم اي تنازلات ..
سأقول لكم كيف استطعت ــ إلى حد ما ــ تحقيق هذه المعادلة الصعبة ..
وليكن شعارنا معاً ...
حياة مرفهة بأقل التكاليف الممكنة ..
الخطوة الأولى ..
احفظي هذه القاعدة الذهبية ..
هدفي ليس ان انفق قليلا بل الهدف ان لا انفق ابدا..
احيانا نذهب إلى الاسواق بغرض الشراء .. نشتري هذا ونترك هذا .. نقنع انفسنا اننا قمنا بالواجب المفروض علنا وتخلينا عن شراء بعض الاحتياجات .. في نهاية الشهر نفاجيء بان النقود قد نفذت واننا لم ندخر شيئا .. نتسائل عن جدوى ما قمنا به من تنازلات ونضع اللوم على الدخل القليل الذي لا يكفي أو يكفي بالكاد.. لا تكمن المشكلة للاسف في الدخل بل المشكلة في تجاهلنا للقاعدة السابقة .. لن انفق قليلا بل لن انفق ابدا .. ليكن هذا هدفك .. انفقي حين تضطرين فقط .. الاصل في النقود هي الاحتفاظ بها وليس انفاقها والعكس هو الاستثناء ..
الخطوة الثانية ..
حددي اوجه الانفاق الضرورية لديك .. اعرفيها ولا تتناقشي فيها بعد ذلك ..
ليكن لديك اساسيات محدده تعلمين بديهيا انك ستنفقين بها .. بنود لا يمكن اسقاطها من الميزانية .. مثلا الطعام .. هذا امر مفروغ منه لابد ان نأكل كل يوم .. فما يتطلبه الطعام لا تترددي في الانفاق عليه بشرط التنظيم والتفكير طبعا كما سأشرح بعد قليل ..مثله مثل ايجار السكن ان وجد .. تعليم الابناء .. الصحه .. فواتير الكهرباء والتليفون الخ .. كلها امور لا يمكن تجاهلها ــ وإن كان هنالك امكانية في ترشيدها ــ ان تحديد هذه الامور واستثنائها من قواعد الانفاق التي تقضي بالاحتفاظ بالمال كهدف هو الفارق الجوهري بين الحرص والبخل .. الحريص يعرف اين ينفق وكيف بحيث تكون حياته مريحه ودخله كافي .. اما البخيل فهو لا ينفق الا بشق الانفس ويدقق في كل مبلغ كيف خرج وإلى اين ذهب .. فلا هو يرتاح ولا يريح من حوله .. والغريب انك لو لاحظت حولك فستجدين البخلاء هم اقل الناس ادخارا للنقود واقلهم بركة في رزقه .. و حتى لا تكوني بخيله قدري من البداية الأمور التي ستستثنينها من القاعدة السابقة ولن تتجادلي حول الانفاق فيها .. كوني منصفة ولا تدخلي في هذه الامور بنود غير اساسية .. حددي الهام فقط ثم انسيه ولا تتحاسبي معه بعد ذلك ..
ولننطلق إلى الخطوة الثالثة ..
من خبرتي عرفت وتاكدت ان زوجي ليس من النوع القادر على الاحتفاظ بالنقود .. بينه وبينها عداء يبدوا انه يمتد لزمن بعيد .. ما ان يمسك في يده مبلغ فمن المستحيل ان يعود الى المنزل قبل ان يأتي عليه .. ينفق على اتفه الاشياء واقلها نفعا .. بدلا من النقاش الذي لا يأتي بطائل حول اين انفق ولماذا اتفقت معه على خطه بديله .. احتفظت بمصروف المنزل كله معي .. بطبيعه الحال فهذا الامر يشكل صعوبه فانا الآن ملزمه بكل شيء ولا استطيع ان اطلب منه شيء .. معي المصروف اشتري به ما اريد فان انتهى فهي مشكلتي وحدي علي تدبر الأمر دون الرجوع اليه ..
الى حد ما اراحني هذا الوضع .. ربما شكل علي ضغط اضافي لكنه اتاح لي مزيد من التحكم في مداخل ومخارج المصروف في منزلنا ..
ربما هذا الأسلوب غير مناسب لاسر كثيرة .. ففي كثير من الاحيان يفضل رب الاسرة الاحتفاظ بالدخل كاملا معه يحدد هو اوجه انفاقه .. لا مشكلة .. حاولي ان تحتفظي بمصروف المنزل فقط ـ ما يكفي للمصاريف اليوميه .. مصروف خاص بالملابس في المناسبات .. مصروفات لمجابهة الامور الطارئة .. الخ .. ان كان زوجك يفضل ان يحتفظ بهذه المصروفات تحت يده هي الاخرى فأمامك طريقة اخرى ان تطلبي مصروف شخصي خاص بك وحدك .. حاولي ان يكون لك مصروف شهري ولو بسيط جدا .. لا تسألين اين وكيف تنفقينه .. ولتكن محاولات ادخارك من هذا المصروف .. ان رفض الزوج ايضا فلا مشكلة بتاتا ستكونين على الاقل مرتاحه من عناء تدبير نفقات المعيشة وليتحملها هو وحده ولكن لا تبخلي عليه في هذه الحالة ببعض النصائح من وقت لآخر ففي النهاية هو مالكما معا ..
فكري .. قارني .. ثم حددي .. في حياتك من اين يأتي (تسرب ) النقود .. هل هي انت ؟ هل هو زوجك ؟ هم الابناء ؟ انتم جميعاً؟
ايا كان مصدر التسرب الذي يبذر ولا يستطيع الاحتفاظ بالمال..حاصريه .. اجعلي له مصروفا ثابتا .. كل يوم كل شهر .. اختاري الوضع الانسب لك .. كل شخص له مصروف وهو حر في التصرف به .. ليدخره .. لينفقه .. ليمزقه حتى .. هي مشكلته وحده .. المهم انه وحين ينتهي المصروف لن يكون هنالك بديل قبل حلول اول الشهر القادم .. في البداية وان كان الشخص شديد الاسراف قسمي مصروفه على اسابيع كحد اقصى .. يعني كل اسبوع اعطيه جزء من المصروف لانه بالتأكيد سينفقه في اليوم او اليومين الاولين .. في الاسبوع التالي اعطيه القسم التالي .. كوني واضحه وحازمه .. ابني .. سأعطيك كل شهر مبلغ كذا .. خذ هذا مصروفك لهذا الاسبوع .. ليكون واضحا تماما لديه انك لن تعطيه غيره ان انتهى .. ولتكوني حازمه انت ايضا فمهما حاول لا تعطيه غيره .. قدري انتي المناسب .. هل سيكون هذا المصروف خاص بالنفقات اليوميه فقط ام سيشمل امور اخرى كالملابس مثلا وربما الطعام وخلافه .. وفقا لحالتك ووضع المنزل وطبيعة اسلوبكم المعيشي قرر حجم المصروف والبنود التي يفترض به ان يشملها ..
الخطوة الرابعة..
ضعي لك هدف محدد .. متدرج .. تسعين للوصول اليه ..
في البداية مبلغ صغير .. بالنسبة لي كان هدفي في البداية هو إدخار مبلغ 50 جنيه فقط .. كنت اريد ان يكون هذا المبلغ موجود لا ينقص ابدا مهما حدث .. كنت انفقه احيانا لكني سرعان ما استبدله بخمسين اخرى بمجرد ان يتوفر معي المال .. منذ زواجي كنت احرص على هذا الامر .. لابد ان يكون بالمنزل مبلغ يكفي لمجابهة اي طاريء .. فاتورة مفاجئة .. زيارة عاجلة للطبيب .. علاج على حين غفلة .. واجب اسري لم احسب حسابه .. الحياة مليئة بالمفاجآت واقل ما يجب علينا عمله هو الاستعداد ولو باتفه المبالغ .. بعد فترة اصبح هدفي ان ارفع مبلغ الاحتياطي لـ 200 .. واجهت صعوبة في البداية .. فالدخل على القدر تماما لا يمكن التوفير منه .. لكن مع الاصرار ووضع القاعدة الذهبية امامي ــ هدفي ليس ان انفق قليلا بل الهدف ان لا انفق ابدا ــ تمكنت الى حد ما من تجميع جزء منه .. كل شهر كنت ازيد عشرين جنيها مثلا لو حتى عشرة المهم ان اضع شيء في الادخار .. كان المبلغ يزيد لكني كنت اسحب منه ايضا ولهذا احتجت إلى بعض الوقت حتى اطمئننت إلى ثبات المبلغ معي .. قسمته الى شرائح .. سمحت لنفسي بصرف مبلغ 50 لاسباب شبه مقنعه ضرورية إلى حد ما .. ثم الخمسين التاليين لا انفقها إلا في اشد الحالات ضرورة .. اما بقية المبلغ فغير مسموح بانفاقه مطلقا .. اعتبره غير موجود .. بطبيعه الحال كنت اعلم انه لو تعرضت لسبب قهري سأنفقه لكن المبدأ قائم.. بقية المبلغ غير مخصصة للانفاق .. كان هذا مبدئي لاني اعلم لو وضعت في بالي ان لدي مبلغ مدخر واني استطيع انفاقه في اي وقت فسوف لن يبقى معي اكثر من بضع ساعات وسأنفقه في الحال .. اخيرا تكون لدي المبلغ الذي حددته فبدأت التفكير في تنفيذ هدفي الاكبر وهو جمع مبلغ 1000 ..قد يكون مبلغ تافه اذا فكرت ان اشتري به شيء ذا قيمة .. لكنه كبير جدا اذا ما نظرت له على انه تجمع دون ان اشعر به .. من امور تافهة كنت انفق عليها ولم اشعر حتى بفقدانها ..
هدفي التالي باذن الله هو مبلغ 10000 ربما احتاج إلى سنوات لجمعه لكن لا مشكلة .. فالمبلغ في حد ذاته ليس هو الهدف ولا المده التي يلزمها تجميعه بل هدفي ان انظر لانجازي بعد ان يتكون لدي المبلغ واعلم اني كنت على الطريق الصحيح وانجزت امرا يستحق الافتخار به ..
ولاني اعلم ان زوجي لو علم بوجود مبلغ مدخر سيأتي عليه مثل غيره فقد اخفيت عنه موضوع هذا المبلغ في البداية .. كنت اعلم ان امري سينكشف لا محالة خاصة وانا لا اجيد الكتمان بطبيعتي والامر الآخر اني بالتأكيد وحين اضطر للانفاق منه سيعلم .. قلت له اني ادخر مبلغ 50 في البداية لمواجهة الطواريء الطبية فقط .. تفهم هو الامر ولم يناقشني .. كان يعلم اني ادخر مبلغ تافه للطواريء لكن لا يعلم قيمته على وجه التحديد .. لم يسأل ولم اشأ اخباره .. واخيرا وحين وصل المبلغ إلى الالف اخبرته .. قلت له اني جمعت الف من توافه التوافه .. استغرقني الامر حوالي سنة لكني جمعتها في النهاية .. تعمدت ان اعطيه النقود ليعدها بنفسه .. وبالمناسبة فدائما ما احتفظ بنقود الادخار بالعملات ذات الفئات الكبيرة .. خمسين .. مائة .. مئتين .. احب شكلها هكذا فهذا يساعدني اكثر على مزيد من التوفير .. اعطيته النقود ليحصيها بنفسه .. فكرت ان هذا الامر سيكون مشجع له كثيرا ليبدأ في ترشيد انفاقه هو الآخر .. كانت فكرة جيده فهو لم يكن يتوقع ابدا ان اقوم بادخار شيء خاصة وهو يرى اني انفق كثيرا .. فهو كغيره يرى ما اشتريه وما انفقه لكنه لا يرى ابدا ماامتنع عن شراءه وما استطيع تدبيره بعدم الانفاق ..
اذا فالخطوة االتالية ان تجعلي لك هدفا محددا وفقا لدخلك الشهري .. في خلال الشهرين القادمين التزمي بتوفير هذا المبلغ مهما حدث يجب ان يكون في حوزتك لمده شهرين متتاليين دون ان ينقص .. بعد ان تتمي مهمتك ابدئي في وضع هدف اعلى .. وليكن لك دائما هدف بعيد جدا ترمين اليه .. هدف يبدوا مستحيل في الفترة الحالية لكنه سيتحقق طالما انك على الطريق .. قولي اريد ان نشتري سيارة .. نشتري بيت .. نشترك في نادي .. نذهب في رحلة الى دولة اخرى .. اي هدف ترينه مستحيل بالنسبة لك ودائما ماستجدين هدفا لا يمكن تحقيقه وفقا للظروف الحالية لكنه ممكن جدا إذا ما تغيرت طريقة معيشتك وانفاقك لتصبح اكثر تنظيما وترتيبا..
لا تجعلي الهدف مقتنيات لحظية الفائدة كحقيبة باهضة الثمن او ساعة مرصعة مثلا .. كل هذه الكماليات وان كانت مبهجة في وقتها إلا انها عديمة القيمة على المدى البعيد كما انها لن تعود على اسرتك بالنفع .. ليكن هدفك دائما شاملا الاسرة كلها طالما انك توفرين من مال الاسرة كله .. لا بأس ببعض الترفيه الخاص لنفسك من وقت لآخر ولكن في حدود المعقول وبما لا يتجاوز ميزانية محدده وليكن لكم دائما كأسرة هدف مشترك يعلمه الجميع ويسعون كافة لتحقيقه ..
الاستغفار و الحمد .. اطلبي عون الكبير ..
دائما كلما شعرت بنعمة من نعم الله علي ولو كانت بسيطه احمد الله عليها فورا .. لا لشيء إلا رغبة مني في زيادتها .. الم يقل الله تعالى وإن شكرتم لأزيدنكم؟ .. هكذا ببساطة .. اشكري الله واحمديه يزدك من فضله .. ولا حد لهذه الزياده .. وانتي وشطارتك ..
من اكثر الامور التي فوجئت بنتيجتها هو الاستغفار .. قرأت تجارب للاخوات عن تأثير الاستغفار في حياتهم .. طوال عمري كنت أقرأ الآية " ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10 - 12 " كنت اقرأها ولم اكن انتبه لمعناها .. إلى ان فكرت ذات يوم .. اذا كان الله قد قال هذا استغفروا ازدكم من المال والبنين .. بل ورزق من كل مكان بلا حساب .. مدرارا .. انه وعد قطعي التنفيذ .. وهكذا بدأت استغفر ..
كنت اقول استغفر الله فقط .. احيانا كنت افكر في ذنب قمت به ولو كان صغير .. افكر واستغفر من هذا الذنب .. اي ذنب يخطر على بالي .. احيانا اخرى كنت استغفر بالاجمال كان اقول في نفسي سأستغفر على اي يوم خاطبت فيه والدي او والدتي بلهجة غير مناسبة .. سأستغفر ان كنت قصرت في حق زوجي في يوم ـ ومااكثر ما يحدث هذا ـ سأستغفر عن فترة في حياتي لم اكن ملتزمه بها .. وهكذا .. كنت استغفر .. لن اقول اني استغفر بالآلاف كما كنت اتمنى لكني كنت احاول ان استغفر ولو ثلاثين مرة مثلا في اليوم .. وحاولت ان استمر .. ان اويت الى فراشي ولم اجد بنفسي رغبة في النوم استغفر .. ان استيقظت ولم اريد ان انهض من فراشي على الفور استغفر قليلا او اذكر الله حتى افيق .. وهكذا
بعد بضعه شهور تنبهت.. وجدت ان زوجي خلال هذه المده قد انتقل إلى عمل جديد كان نقلة نوعية في دخلنا مقارنة بالسابق .. حدث هذا بعد بداية الاستغفار بفترة وجيزة جدا .. لم انتبه إلى ذلك في وقتها لكني تنبهت الآن .. هذه هي النتيجة .. او لنقل البداية باذن الله ..
احيانا ما اعود إلى المنزل وانا محملة باكياس مليئة بالمشتريات .. او اطلب مثلا من احد محلات التوصيل ان ترسل لنا شيئا .. في مثل هذه الحالات وحين تكون مصروفاتي بمبلغ كبير .. احاول دائما ان لا انسى اعطاء شيء بسيط جدا للعامل الذي يحضر لي المشتريات او يقوم بتعبئة الاكياس او حتى لشخص فقير يتسول في الشارع .. إن قابلت مثل هؤلاء وانا محملة بكثير من الخيرات احاول ان اعطيهم شيئا .. طلبا للبركة من الله .. ربما دفعا للعين .. تطهيرا للمال .. لاسباب كثيرة .. احس ان الله فتح علي برزق كثير في هذه اللحظة فلماذا لا اجود عل ى شخص ما ولو بأقل القليل ..
حاولي ان كان لديك دين ربوي ان تسدديه باسرع مايمكن أو تضعي خطة لسداده ولو على المدى الطويل .. ان كان لديك ذهب يبلغ النصاب حاولي ان تخرجي زكاته .. خاصة إن كنتي تعتبرينه نوع من الادخار .. مثل هذه الامور تدخل البركة إلى منازلنا وتزيد الرزق بامر الله ..
ان كنا ( سنكافح ) من اجل حياة كريمة ورزق وافر فلا اقل من ان نطلب عونا .. ولا معين اكبر ولا اعظم بعد الله سبحانه وتعالى .. لما تتعبين وحدك وهنالك من هو جاهز دوما ليمد لك يد المساعده .. فقط اطلبيها ..
وهكذا فقد انتهينا من الاساسيات التي ينبغي عليك الالتزام بها وبقي الانتقال للمرحلة القادمة .. نماذج عملية للتوفير .. كيف نوفر في الملبس , في الطعام , في المشتريات ..في امور حياتنا العادية .. ماذا كنت اصنع وماذا اريدكن ان تصنعن .. سأضع لكن برنامج كامل قدر المستطاع .. برنامج مجرب ليس هدفه ان تحرمي نفسك او تنزلي بمستوى معيشتك بل على العكس .. اذا التزمت بما في البرنامج وبذلت بعض المجهود في التنظيم ستجدين ان حياتك ستتمتع بقدر لا بأس به من الرفاهية وفي نفس الوقت تدخرين شيئا للمستقبل يرفع مستواك المعيشي الى درجات اعلى بكثير مما انت عليه الآن .. ستدخرين ثم تمتلكين وسيكون لديك كل ما تريدينه في النهاية ..
لماذا التوفير؟؟
في السابق كنت اعتقد ان التوفير هو خاص بأولائك من ذوي الدخل المرتفع دون اصحاب الدخل المتوسط أو المنخفض وهي الشريحة التي تقع بها الغالبية منا .. هكذا كنت اظن وهكذا درست ايضا .. فمن المباديء الاولية في علم الاقتصاد أنه كلما زاد دخل الفرد كلما زادت مدخراته بطبيعة الحال او الفائض لديه بمعنى أدق .. حاليا وجدت ان الأمر مختلف قليلا .. اكتشفت أن اصحاب الدخل المحدود أو المنخفض هم الأولى بالأدخار من غيرهم لا لشيء إلا لكسر هذه الحلقة الواقعين بها .. دخلي منخفض إذا علي أن أدخر لأغير من دخلي مستقبلا وليتغير تبعا له المستوى المعيشي الذي احياه ولو على المدي البعيد .. إن كنت في مستوى معين الآن فهذا ليس شرطا ان ابقى كذلك إلى ما لا نهاية .. وكما يحدث أن شخص ولد ليعيش في مستوى عالي وفوجيء ان الظروف تغيرت وتدنى مستواه إلى آخر فسيحدث أيضا ان نفس هذا الشخص الذي يعيش الآن في مستوى اقل يستطيع أن يغير ظروفه ليصبح غدا في مستوى ربما اعلى مما كان عليه حين ولد .. هذه هي القاعده ببساطة ..
هل يعني هذا اني ولو كنت ميسورة الحال أو غير مسؤوله عن اسرة فلي أن انفق انا اريد وكيفما اشاء ؟ ..
بطبيعة الحال الاجابة هي النفي .. فالتوفير مطلوب سواء احتجنا او لم نحتج .. فأموالنا امانة سنسأل عنها يوم القيامة .. كما اننا لا نضمن ابدا أن يستمر الحال هو الحال .. ان كان المستقبل غامضا بالنسبة لنا فلا أقل ان نعد له العده فإن جاء كما نريد فخير وبركه وإن لم يكن لا قدر الله فسنكون مستعدين ..
اذا لنضع لنا هدفا من عملية ا لادخار او ترشيد الانفاق .. سأدخر لأغير وضعي الحالي .. سأوفر شيئا ليكون لي سند في المستقبل إذا ما احتجت لاي مبلغ طاريء لاي سبب .. سأرشد انفاقي لأستمتع بما أمتلك واقدر قيمة ما اسعى لأمتلاكه .. والأهم اني سأراقب مصروفاتي ومشترياتي وكل اوجه انفاقي حتى اكون جاهزة حين يسألني الله تعالى يوم القيامة عن مالي من أين اكتسبته وفيم انفقته .. سأبدأ من الآن اعداد الإجابة للسؤال ..
في الحياة نماذج كثيرة تترك لدينا انطباعات معينة تساعدنا على فهم حقائق الحياة اكثر وقد تعطينا مثلا نحتذي بها في بعض الجوانب التي نحتاج فيها إلى مثل هذا الإقتداء ..
سين .. لم تكن جميلة بعكس غالب بنات العائلة .. رشحها جمالها المتوسط لزيجه متوسطه لا تتمتع بالرفاهية المادية كبقية اقرانها .. لكنها ومنذ يومها الأول تفوقت على نفسها في اهتمامها ببيتها وحسن تدبيرها ..
برغم ماتميزت به نشأتها من ترف وعدم تحمل للمسؤولية إلا ان الحال تبدل كثيرا بعد زواجها فقد كانت على قدر المسؤولية تماما .. يحكي انها وحين كانت طفلة صغيرة كان والدهم يعطي كل منها واخوتها مصروف جيب ليشتروا به احتياجاتهم اليومية ومن ضمنها ادواتهم المدرسية .. يتندر عنها في وسط العائلة انها كانت تجمع من اخوتها بقايا الأقلام ( الرصاص )التي يلقونها بلا اهتمام لتكتب بها ولتوفر مصروفها عوضا ان تشتري به لنفسها اقلام جديده كما يفعل اخوتها الباقين ..
الآن وبعد مرور ما يزيد عن العشرين عاما على زواجها فإن سين تمتلك هي وزوجها مبنى (محترم ) به فيلا صغيرة من دورين لها هي وزوجها .. ويسكن بقية الابناء كل في شقته في المبنى الخاص بوالديهم .. لم تسافر سين للعمل في الخارج لا هي ولا زوجها .. لم يكن لديهم استثمارات بخلاف عملهم .. لم يعرف عنهم اي نشاط غير مشروع .. لكنها هي العقلية نفسها التي كانت تحفظ المصروف لتكتب بـ (عقب ) القلم الرصاص هي ذاتها التي استطاعت ان تدبر وتوفر لتصنع لها ولأسرتها الحياة التي رأت انها تستحقها ..
ترى ماذا كان سيحدث لو ان سين اخرجت مصروفها من جيبها وذهبت ذلك اليوم لتشتري لها قلم .. رصاص ..
والآن سأحدثكم عن بعض العادات الإنفاقية ) كما اسميها والتي اتبعتها واحسست انها افادتني كثيرا ..
المصروفات اليومية ..
وهي تشمل في الغالب الطعام والشراب فهو اكثر ما ننفق عليه وهو اكثره إلحاحا بطبيعة الحال .. في البداية كنت كلما احتجت احد الأغراض اطلب من زوجي قبل خروجه ان يحضر لي معه كذا وكذا .. في السابق وحين كان المصروف في يده فانه كان يشتري ما طلبته ويضيف عليه بضع امور يحتاجها او يرى ان المنزل بحاجة لها وبعد بضعة ايام سرعان ما كان المصروف ينفذ او يكاد فتبدأ الحيرة .. حين اتبعت فكرة ان يبقى المصروف في حوزتي بقيت المشكلة شبه قائمة ايضا .. فقبل ان يخرج اطلب منه بعض الاشياء واعطيه مبلغ من مصروف البيت يكفي لشرائها ويزيد قليلا بطبيعة الحال .. كان دائما ما يعود بما طلبته ومعه بعض الاغراض الاضافية التي لا احتاجها اطلاقا وتكون النتيجة ان ينفق كل ما خرج به لتتبخر بعدها الاموال بسرعة الصاروخ ..
واخيرا توصلت لبضعه حلول صغيرة ساعدتني على مواجهة هذا الموقف ..
اصبحت اقوم كل فترة بشراء ما احتاج اليه من احد السوبرماركت الكبيرة ..
في بداية زواجي لم اكن اعلم في مدينتي التي تزوجت بها اين يقع اكبر سوبر ماركت .. رأيته بالصدفة وانا اركب احدى سيارات الاجرة .. سألت حتى عرفت مكانه على وجه التحديد .. اقنعت زوجي بان نشتري احتياجاتنا منه دائما رغم بعده الى حد ما عن السكن .. من احد الاسباب اني استمتع بالتسوق في الهايبر ماركت واعتبره نوعا من الـ ( فسحه ) والسبب الاهم ان بضاعتهم دائما ما تكون طازجة وجديده فلديهم (سحب ) على المنتجات لكثرة الزبائن ولهذا الأمر ميزات عديده سأذكرها لاحقا..علاوة على ان الانواع الجيده تتوافر لديهم فقط بعكس المحلات العادية المنتشرة بجوار المنازل فغالبا لا تجدين ما تبحثين عنه الا تلك الانواع التي يستخدمها الناس عادة اما البضائع المخصوصه فهي في المحلات الكبيرة ..
كان هذا هدفي في البداية لكني اكتشفت بعد ذلك فائدة اخرى عظيمة للتسوق في الهايبر وهي التخفيضات والعروض الخاصة .. وجدت ان الاسعار لديهم دائما اقل من المحلات العادية .. صحيح بنسب صغيرة لكنها ومع التكرار ستشكل فارقا يستحق خاصة مع جودة البضائع مقارنة بغيرها في الاماكن الاخرى كما ذكرت ..
احتياجاتي اليومية كيف اشتريها اذا ..
بالنسبة لي اقوم بتعليق ورقة على باب الثلاجة الصقها باحدى القطع المغناطيسية التي اهوى تجميعها .. ادون على الورقة كل ما اريد شراءه من اغراض خاصة بالمطبخ .. مثلا لاحظت ان الملح على وشك الانتهاء .. اكتب في الورقة ملح .. فكرت ان اصنع كفته مثلا اكتب في الورقة كيلو لحم مفروم وهكذا..
كل بضعه ايام اذهب لأشتري احتياجات المنزل اقوم بتحضير ورقة واكتب ما سأقوم بشراءه مسبقا .. قائمة .. احدد ما سأقوم بشراءه إن كنت سأذهب إلى السوبرماركت اقوم باحضار الورقة التي سبق ودونت بها احتياجاتي واضيف عليها ما اريد شراءه .. احاول قدر الإمكان الالتزام التام بمحتويات الورقة فالسوبر ماركت له سحر واغراء ومن الصعب مقاومة البضائع المعروضة خاصة إن تسوقت وانت جائعة .. ستجدين نفسك وقد اشتريت كل ما هو قابل للاكل وربما لن تأكليه حتى في النهاية .. تعرضت لمثل هذه المواقف كثيرا في السابق حتى ألفتها لكن الوضع تغير الآن ..
ضعيها قاعدة ثابته لديك ..
اكتبي قائمة بالمشتريات التي تنوين شرائها قبل نزولك للشراء .. التزمي حرفيا بالقائمة .. اقرئيها من وقت لآخر وانت تتجولين في ارجاء السوق .. ومع الوقت ستعتادين تماما كما اعتدت انا ان لا تخرج مشترياتك عن احتياجاتك الفعلية .. وسيتوفر لديك الكثير ..
القاعدة الثانية ..
بعد ان اعود إلى المنزل فإن اول ما أقوم به هو توزيع ما قمت بشراءه على اماكنه المعتاده .. ابدأ بالمجمدات فاسارع بحفظها في الفريزر قبل ان يذوب عنها الثلج ..ما يحتاج إلى تخزين اضعه في الخزانة في مكانه المخصص .. مايحفظ في الثلاجة يكون في مكانه .. في السابق كنت احيانا انسى ان احفظ شيء ما لاستيقظ في الصباح و أجده قد تلف ..
احيانا كان زوجي يشتري مثلا كيس كبير به غرض ما أرز مثلا كنت اضعه بلا اهتمام في مكانه المخصص لاكتشف بعد فترة طويلة انه كان يحوي كيس أصغر بجواره به قليل من الليمون .. كنت اغضب من زوجي حيث لم يلفت نظري إلى شراءه غرض ما قابل للتلف وانه بهذا تسبب في فساده لانه لو اخبرني لسارعت بحفظه .. كان يوجه لي اللوم قائلا أني لو كنت ( ابحث خلفه ) وانظر ما اشتراه بعين الاهتمام لوجدت ما يحتاج إلى حفظ ولما تركته حتى يتلف .. وفي النهاية كنا نتخلص من جسم الجريمة في هدوء مسلمين ضمنيا بأن الخطأ وطالما هو مشترك فلنتستر على ماحدث ونعتبره لم يكن ..
كان هذا الأمر يؤلمني خاصة وقد كان يتكرر كثيرا .. في النهاية اصبحت احد منه باتباع القاعدة الأولى وهي عدم شراء إلا ما كتب في القائمة حتى لا نشتري غرض لا نحتاجه وننساه ..
وثانيا هو هذه القاعده الثانية
وهي سرعة حفظ كل شيء قمت بشرائه في مكان محدد واخراج كل شيء من الاكياس التي اشتريتها بها لضمان ان لا غرض عالق خلف غرض آخر .. وحتى لايتعرض ما قمت بشراءه للتلف لسبب أو لآخر ..
وبالمناسبة فالأكياس التي اشتري بها البقالة خاصة الكبيرة منها لا القيها بل استفيد منها بحفظها في علبة خصصتها لذلك لاعود واستغلها في تجميع ورمي القمامة ..
القاعدة الثالثة ..
احرصي دائما وابدا على قراءة فاتورة الشراء بعد ان تعودي للمنزل .. تفقدي بنودها جيدا وانظري لكل غرض كميته وسعره .. لتعرفي اين انفقت نقودك .. وما هي البنود التي كان من الممكن شطبها لتقلصي مبلغ الشراء ..
على سبيل المثال حتى وقت قريب جدا لم اكن اعرف سعر زجاجة البيبسي رغم اني كنت اشتريها بشكل يومي ..لكني لم اكن اهتم بمعرفة تكلفة كل عنصر من عناصر الشراء كنت ادفع القيمة الإجمالية فقط .. الآن تبدل الوضت .. اصبحت اسأل عن سعر كل شيء على حده وافضل ان اطالع ورقة الحساب بعد ان اعود للمنزل وأقرأها على مهل حتى لو كنت اعلم سعر كل شيء مدون بها..
اصبحت احب هذه العاده فمن طبيعتي حب القراءة هذا اولا .. ولاني ثانيا اصبحت كثيرا ما اكتشف ان منتج ما سعره مبالغ فيه كثيرا مقارنة بمنتج آخر دون ميزة تذكر فأصبحت اتوقف عن شراءه وهكذا ..
وربما تجدين هذا التناقض في منتجات تبدوا تافهة جدا .. فبعض انواع الشوكلاته أو حتى اللبان ( العلكة ) مستورده يبلغ سعرها مايقارب ثمن دجاجة وربما تزيد عليه .. صحيح اننا نقرأ الاسعار جيدا وهي مدونة على الأرفف قبل الشراء لكن من الجيد ايضا اعادة قراءة سعر ما اشتريته فاحيانا تجدين انك دفعت مبلغ لاجمالي الفاتورة وانتي راضية فقد اشتريت اغراض كثيرة ثم تفاجئي حين تراجعين تفاصيل المبلغ بأن هنالك غرض او غرضين فقط قد استأثرا بمعظم ما دفعته وهم تحديدا من تسبب في رفع قيمة الفاتورة بهذا الشكل .. هنا سيسهل عليك ان تقرري ما تشترينه في المرة القادمة وما ستتوقفين عن جلب المزيد منه ..
ما كان يحدث سابقا وقبل أن اتزوج اني كثيرا ماكنت ارسل في شراء احتياجاتي من السوبرماركت القريب منا هاتفيا .. اتصل واطلب ما اريد ليصلنا بعدها مانريده .. ويكون الحساب آخر الشهر .. بطبيعة الحال كان المبلغ دائما لا يقل عن ثلاثة ارقام .. كنا نندهش في البداية ثم اعتدنا ذلك لتكراره ..
وهذا يدخل بنا إلى القاعدة الرابعة ..
لا تشتري على الحساب ابدا .. لا شراء على النوته .. لا شراء ببطاقة الإئتمان .. لا سحب على المكشوف .. ادفعي قيمة مشترياتك نقداً دائما .. وأبدا..
اولا حتى لا تفاجئي بمبالغ كبيرة مستحقة عليك تربك من ميزانيتك وثانيا لان الشراء على الحساب يعطي شعور زائف برخص او مجانية ما نشتريه مما يدفعنا لمزيد من الانفاق ..
لا تنسي ابدا ..ادفعي نقداً ..
القاعدة الخامسة ..
ليكن لديك ( مخزون استراتيجي ) لاحتياجات المنزل التي تعلمين يقينا انك ستستهلكينها لأسباب كثيرة ومنها أن لا تضطري لزيارة السوق كثيرا وبحجج واهية ..
على سبيل المثال ( الملح , السكر , الشاي , التوابل , ليفة الصحون , المنظفات وانواع الصابون المختلفة , المكرونة , الأرز , البصل , بعض الخضار المجمد لمجابهة الطواريء , بعض الاكلات سريعة التحضير للطواريء ايضا , الصلصة , الدقيق , الزيت , السمن , الحليب البودرة أو طويل الأجل , الحفائظ , المناديل .. الخ )
مثل هذه المنتجات نستخدمها بشكل يومي تقريبا فلا معنى ان ننتظر حتى ينفذ مخزونها لنرسل في طلب المزيد ..
وبالمناسبة فالملح والسكر وغيره من المواد التي لا غنى عنها في المنزل اقوم دائما بعمل احتياطي منه يعني استخدم كيس واترك كيس في الخزانه احتياطي فاذا لا حظت قرب انتهاء الكيس المستخدم ادون في الورقة المعلقة على الثلاجة اني بحاجة لكيس جديد قبل ان افتح الاحتياطي وهكذا .
دائما ما احتفظ بكمية مناسبة من هذه البضائع لدي لاوفر على نفسي عناء النزول اليومي للسوق فمن المؤكد اني في كل مرة سأخرج للتسوق سأعود وقد اشتريت شيء ضروري ومعه على الأقل غرض أو غرضين لا نفع منهما ولا فائدة .. فلأقلل مرات تسوقي إذا قدر المستطاع ولتقل معها بطبيعة الحال النفقات بشكل أفضل ..
القاعدة السادسة ..
.. جمعي المنتجات المتشابهة .. والهدف هو نفسه الذي سيتحقق من القاعدة السابقة اضافة لهدف آخر معروف في علم الإدارة .. وهو اختصار الخطوات المتكررة التي تختصر معها الجهد والوقت والأهم .. النفقات ..
مثلا إن ذهبت إلى الجزار فلتشتري متطلبات المنزل من اللحم لمده طويلة نسبيا .. اسبوع مثلا او شهر .. احفظيها في اكياس بلاستيكية شفافة محكمة الربط .. الصقي عليها بطاقة تبين النوع وتاريخ التعبئة .. خزني في الفريزر .. ان قمت بعمل لحم العصاج كرري نفس الأمر .. اطبخي كمية كافية لعده اصناف .. عبئيها في عبوات مناسبة .. دوني البيانات .. جمدي في الفريزر .. كرري الامر في اللأكلات المشابهة ..
الخضار كذلك .. اشتري كمية كافية .. صنفين او اكثر .. فرغي نفسك لساعة او ساعتين لتجهيزه .. قطعي مايلزم وازيلي ما لست بحاجة إليه .. اغسلي .. عرضيه للبخار لدقائق أو احفظي مباشرة .. احكمي الغلق ثم دوني البيانات وجمدي .. سيتوفر لديك كمية تكفي لعده وجبات .. من جهة ستوفرين ما كنت تدفعينه في الخضار المجمده التي تباع باسعار مضاف إليها تكاليف تجهيزها .. ومن جهة اخرى ستوفرين كثيرا من الوقت الضائع في عملية الشراء والتجهيز ..
فتجهيز ضعف الكمية لا يستغرق ابدا ضعف الوقت او الجهد .. هو المبدأ الإداري الذي حدثتكم عنه .. اختصار الخطوات المتكررة وترتيب مراحل الإنتاج ..
القاعدة السابعة ..
راجعي الحساب على مهل وقبل ان تغادري محل الشراء ..
في السابق كنت اقوم بالدفع ثم يعطيني البائع الفكة او الصرافة .. اضعها في حقيبتي وانصرف .. حاليا ولسبب ما تعودت ان اقوم بعد ما يعطيني اياه .. في احيان كثيرة اكتشف خطأ في الحساب سواء لصالحي او صالحه .. اقوم بتنبيهه واعطائه ما له ان وجد واخذ مالي ان كان لي عنده شيء ..
احيانا ايضا اطلب بعض الاغراض بالهاتف ويأتيني مندوب التوصيل .. في السابق كنت اخذ الفاتورة واعطيه حسابه الذي يطلب .. حاليا اقوم بحساب بنود الفاتورة اولا قبل الدفع .. في احدى المرات اكتشفت اختفاء احد الاغراض التي طلبتها ولم اكن لا تذكر ذلك لولا مراجعتي للفاتورة التي وجدت ان الغرض دون بها لكنه لم يصلني ..
بخلاف امر آخر ..
حين اكون امام البائع احاول ان احسب ( ذهنيا) قيمة تقريبية لمشترياتي فإن جاء المبلغ الذي قاله مطابقا لها كان بها وإذا اختلف عنها كثيرا لا اجد حرجا من مناقشته وسؤاله بلطف عن كيف جاء هذا المبلغ فيعيد امامي حسابه لأتأكد فاحيانا يحدث خطأ .. وفي احيان كثيرة يكون البائع مخطيء وله مبلغ عندي فقد نسي امر ما في حسابه .. تحدث مثل هذه الأخطاء في كثير من الاحيان بحسن نية ومايهمنا ان نخرج لا حق لنا ولا علينا ..
في احدى المرات ايضا طلبت من احد المطاعم وجبة ما .. حسبت تقريبيا ـ على غير عادتي ـ المبلغ المطلوب لاجهزه .. جاء المندوب وقال لي الرقم الذي يريده دون ان يعطيني فاتورة .. اعطيته ما طلب .. شيء ما جعلني اتذكر ان الحساب الذي وضعته لم يكن هو نفسه ما دفعته .. راجعت المشتريات وفقا لما اتذكره من الاسعار واكتشفت ان المندوب قد قام بتحصيل مبلغ زائد قليلا لنفسه على مايبدوا رغم اني لم انسى اعطاءه البقشيش..
اتصلت بالمطعم وسألتهم بهدوء شديد عن سعر ما طلبته وانه يبدوا ان خطأ ما قد حدث في الحساب .. تردد الشخص على الجانب الآخر قليلا ثم استأذنني في السؤال وسمعته يخاطب من بجواره بان المندوب قد كرر فعلته التي فعلها سابقا وهي وضع اضافات على الفاتورة .. كان معي حق اذا .. اتفقت معه على ان يكون لي بقية في المبلغ آخذها فيما بعد في اي يوم اطلب منهم مرة اخرى .. بعد قليل فوجئت بهم وقد ارسلوا لي المندوب ليعيد بقية المبلغ رغم انه لم يكن يستحق المشوار .. شعرت انني فعلت الصواب خاصة وان من يسرق في القليل يسرق فيما هو اكبر ..
اكتشفت هذه الاخطاء في الحساب مؤخرا فقط حين بدأت اعد واحصي ما اقوم بالحصول عليه بعد الدفع .. ترى كم من المواقف التي مرت علي وكان هنالك خطأ ما لصالحي لكني لم انتبه لعدم حرصي على تطبيق هذه القاعدة ؟
القاعدة الثامنة ..
سابقا كنت اقوم بوضع مبلغ كبير معي في حقيبتي اخرج به دائما اشتري به ما اريد ـ بترشيد ـ ان صادفت شيء يستحق الشراء ـ بترشيد ايضا ـ .. كل بضعه ايام كنت احصي ما معي لأتأكد اني لست بحاجة لزياده المبلغ .. كان لدي دائما فكرة مبدئية عما احتاج إلى انفاقه ( بالتقريب ) فمع الوقت دائما ما نعرف احتياجاتنا وحدود انفاقنا غالبا .. فطالما اني لا انوي شراء سلعه لا تتكرر كالثياب مثلا فاحتياجاتي اليومية شبه معروفة والمبالغ المنفقة عليها يوميا متقاربة الى حد كبير ..
كان لدي دائما مبلغ ( غالبا في حدود 50 أو 100 جنيه من العملات الكبيرة في الغالب ) احتفظ بهذا المبلغ في جيب أو ( سوسته ) خاصة في حقيبتي ايا كان موديل الحقيبة فدائما ما اجد بها هذه ( السوسته ) الخاصة بمبلغي المخصص للحظة الاخيرة .. تعودت هذا الأمر من سنوات طويلة .. هذا المبلغ لا انفقه لكنه بمثابة ( سند ) او امان لي فيما لو احتجت لشراء امر طاريء احتجته ولم تكفي النقود معي او لإكمال فاتورة شرائي .. فانا لا احب ابدا ان اقوم بارجاع غرض اشتريته لان النقود التي معي لم تكفي .. كما اني احيانا افاجيء بغرض ما احتاج لشراءه ووجدته امامي لسبب او لآخر وربما لا تكفي النقود معي لشراء هذا الغرض الطاريء فيكون في مبلغ الأمان عون لي في الحصول عليه ..
بخلاف هذا المبلغ الذي اعرف قيمته دائما واحرص من وقت لآخر على التأكد من وجوده فإني لم اكن غالباً احصي ما معي من نقود ..
في الفترة الأخيرة بدأ الوضع يتغير . . اصبحت اعرف جيدا ما معي من نقود .. احصيه قبل ان اخرج وبعد عودتي .. ساعدني هذا كثيرا في تقدير مصروفي بحيث لا افاجيء في يوم ما ان مامعي انتهى او يكاد .. ولهذا فلا تنسي هذه القاعده ابدا ..
قومي باحصاء ما معك قبل ان تخرجي ثم قومي باحصائه مرة اخرى بعد رجوعك من رحلة التسوق ..
القاعده التاسعه ..
حاولي دائما ان تحتفظي معك بالعملات ذات الفئات الكبيرة فالعشرون جنيها تبدوا اكثر قيمة من العشرتين .. والعشرة نفسها اكبر قيمة من الخمستين .. فيما ان الخمسة ربما تترددين في انفاقها على غرض تافه بينما تدفعين على نفس الغرض خمسة عملات صغيرة من فئة الجنيه .. إنها حيلة نفسيه ..
ولهذا فكثيرا مااحرص على الشراء بالفكة التي معي واحتفظ بعملاتي الكبيرة حتى اترد د فيما بعد اذا ما اردت انفاقها .. فإذا فعلت واشتريت بها فإني افعل وانا مدركة لقيمتها الحقيقية غير مستهينة بما دفعت ..
تخيلي لو كان معك مائتين من الجنيهات مثلا .. اشتريتي بمائة وانتهت .. ثم اضطررت لفك أو ( كسر ) المائة الثانية .. هنا فقط ربما تترددي وتتوقفي عن الشراء بينما لو كانت النقود عملات صغيرة لن يكون هنالك تردد وربما ستكتشفين بعد عودتك للمنزل انك انفقت كامل المئتين وربما حتى لم يتبق لديك ما يكفي لتدفعي لسيارة الأجرة ..
تخلصي من الفكة أولا .. قدري قيمة عملتك الكبيرة
وأنا محتاسه فتدبير الميزانيه أياها عملت بحث علي جوجل ولقيت الموضوع دة هو طول شوية بس صدقوني مفيد جداً.....
يا رب تستفادوا منه لان أنا أستفدت جداً والله يجزيها خير اللي كتبته.
انا والنقود وحكاية لا تنتهي ..
قبل ان اتزوج كانت حياتي تتسم بقدر كبير من الرفاهية والا مبالاة ايضا .. كنت انفق كثيرا واتلف اكثر .. اشتري وارمي .. في بعض الاحيان كنت اوفر وادخر ولكن في الغالب كنت ابدد ما ادخره ولا استفد كثيرا مما اشتريه .. في الفترة التي امتدت ما بين بداية المرحلة الجامعية وبين زواجي كانت قد تشكلت لدي فكرة شبه واضحه عن كيفية ترشيد الانفاق وظبط ميزانيتي .. كان مصروفي معي اتحكم به بالطريقة التي اريدها .. كان كبيرا ولكن المتطلبات دائما ماستكون اكبر .. تعلمت ان اوزان بين الاثنين ولم يكن لدي في ذلك صعوبه .. بعد ان تزوجت وجدت بعض الصعوبات في تنفيذ ما اعتدته .. اختلف الدخل .. اختلف نمط الحياة .. تغيرت كثيرا اوجه الانفاق وتبدلت الأولويات .. في السنة الاولى من زواجي لن ادعي اني تدبرت الامر جيدا .. لقد افسدته .. وافسدته كثيرا جدا .. كنت احاول الاحتفاظ بنفس حياتي السابقة بنفس طريقتي الامبالية في الانفاق ـ والتي كنت اظنها رشيده ـ تنازلت عن بعض ما كنت اظنه من الاولويات كالملابس او الطعام من الخارج وكنت اظن اني بهذا قمت بما علي ..
الآن وبعد بضعه سنوات اخرى اكتشفت اني لست مطالبة بالتنازل عن شيء احبه .. كل ما يلزمني لانظم دخلي بحيث يكفي متطلباتي هو بعض التنظيم والتفكير ولن اقدم اي تنازلات ..
سأقول لكم كيف استطعت ــ إلى حد ما ــ تحقيق هذه المعادلة الصعبة ..
وليكن شعارنا معاً ...
حياة مرفهة بأقل التكاليف الممكنة ..
الخطوة الأولى ..
احفظي هذه القاعدة الذهبية ..
هدفي ليس ان انفق قليلا بل الهدف ان لا انفق ابدا..
احيانا نذهب إلى الاسواق بغرض الشراء .. نشتري هذا ونترك هذا .. نقنع انفسنا اننا قمنا بالواجب المفروض علنا وتخلينا عن شراء بعض الاحتياجات .. في نهاية الشهر نفاجيء بان النقود قد نفذت واننا لم ندخر شيئا .. نتسائل عن جدوى ما قمنا به من تنازلات ونضع اللوم على الدخل القليل الذي لا يكفي أو يكفي بالكاد.. لا تكمن المشكلة للاسف في الدخل بل المشكلة في تجاهلنا للقاعدة السابقة .. لن انفق قليلا بل لن انفق ابدا .. ليكن هذا هدفك .. انفقي حين تضطرين فقط .. الاصل في النقود هي الاحتفاظ بها وليس انفاقها والعكس هو الاستثناء ..
الخطوة الثانية ..
حددي اوجه الانفاق الضرورية لديك .. اعرفيها ولا تتناقشي فيها بعد ذلك ..
ليكن لديك اساسيات محدده تعلمين بديهيا انك ستنفقين بها .. بنود لا يمكن اسقاطها من الميزانية .. مثلا الطعام .. هذا امر مفروغ منه لابد ان نأكل كل يوم .. فما يتطلبه الطعام لا تترددي في الانفاق عليه بشرط التنظيم والتفكير طبعا كما سأشرح بعد قليل ..مثله مثل ايجار السكن ان وجد .. تعليم الابناء .. الصحه .. فواتير الكهرباء والتليفون الخ .. كلها امور لا يمكن تجاهلها ــ وإن كان هنالك امكانية في ترشيدها ــ ان تحديد هذه الامور واستثنائها من قواعد الانفاق التي تقضي بالاحتفاظ بالمال كهدف هو الفارق الجوهري بين الحرص والبخل .. الحريص يعرف اين ينفق وكيف بحيث تكون حياته مريحه ودخله كافي .. اما البخيل فهو لا ينفق الا بشق الانفس ويدقق في كل مبلغ كيف خرج وإلى اين ذهب .. فلا هو يرتاح ولا يريح من حوله .. والغريب انك لو لاحظت حولك فستجدين البخلاء هم اقل الناس ادخارا للنقود واقلهم بركة في رزقه .. و حتى لا تكوني بخيله قدري من البداية الأمور التي ستستثنينها من القاعدة السابقة ولن تتجادلي حول الانفاق فيها .. كوني منصفة ولا تدخلي في هذه الامور بنود غير اساسية .. حددي الهام فقط ثم انسيه ولا تتحاسبي معه بعد ذلك ..
ولننطلق إلى الخطوة الثالثة ..
من خبرتي عرفت وتاكدت ان زوجي ليس من النوع القادر على الاحتفاظ بالنقود .. بينه وبينها عداء يبدوا انه يمتد لزمن بعيد .. ما ان يمسك في يده مبلغ فمن المستحيل ان يعود الى المنزل قبل ان يأتي عليه .. ينفق على اتفه الاشياء واقلها نفعا .. بدلا من النقاش الذي لا يأتي بطائل حول اين انفق ولماذا اتفقت معه على خطه بديله .. احتفظت بمصروف المنزل كله معي .. بطبيعه الحال فهذا الامر يشكل صعوبه فانا الآن ملزمه بكل شيء ولا استطيع ان اطلب منه شيء .. معي المصروف اشتري به ما اريد فان انتهى فهي مشكلتي وحدي علي تدبر الأمر دون الرجوع اليه ..
الى حد ما اراحني هذا الوضع .. ربما شكل علي ضغط اضافي لكنه اتاح لي مزيد من التحكم في مداخل ومخارج المصروف في منزلنا ..
ربما هذا الأسلوب غير مناسب لاسر كثيرة .. ففي كثير من الاحيان يفضل رب الاسرة الاحتفاظ بالدخل كاملا معه يحدد هو اوجه انفاقه .. لا مشكلة .. حاولي ان تحتفظي بمصروف المنزل فقط ـ ما يكفي للمصاريف اليوميه .. مصروف خاص بالملابس في المناسبات .. مصروفات لمجابهة الامور الطارئة .. الخ .. ان كان زوجك يفضل ان يحتفظ بهذه المصروفات تحت يده هي الاخرى فأمامك طريقة اخرى ان تطلبي مصروف شخصي خاص بك وحدك .. حاولي ان يكون لك مصروف شهري ولو بسيط جدا .. لا تسألين اين وكيف تنفقينه .. ولتكن محاولات ادخارك من هذا المصروف .. ان رفض الزوج ايضا فلا مشكلة بتاتا ستكونين على الاقل مرتاحه من عناء تدبير نفقات المعيشة وليتحملها هو وحده ولكن لا تبخلي عليه في هذه الحالة ببعض النصائح من وقت لآخر ففي النهاية هو مالكما معا ..
فكري .. قارني .. ثم حددي .. في حياتك من اين يأتي (تسرب ) النقود .. هل هي انت ؟ هل هو زوجك ؟ هم الابناء ؟ انتم جميعاً؟
ايا كان مصدر التسرب الذي يبذر ولا يستطيع الاحتفاظ بالمال..حاصريه .. اجعلي له مصروفا ثابتا .. كل يوم كل شهر .. اختاري الوضع الانسب لك .. كل شخص له مصروف وهو حر في التصرف به .. ليدخره .. لينفقه .. ليمزقه حتى .. هي مشكلته وحده .. المهم انه وحين ينتهي المصروف لن يكون هنالك بديل قبل حلول اول الشهر القادم .. في البداية وان كان الشخص شديد الاسراف قسمي مصروفه على اسابيع كحد اقصى .. يعني كل اسبوع اعطيه جزء من المصروف لانه بالتأكيد سينفقه في اليوم او اليومين الاولين .. في الاسبوع التالي اعطيه القسم التالي .. كوني واضحه وحازمه .. ابني .. سأعطيك كل شهر مبلغ كذا .. خذ هذا مصروفك لهذا الاسبوع .. ليكون واضحا تماما لديه انك لن تعطيه غيره ان انتهى .. ولتكوني حازمه انت ايضا فمهما حاول لا تعطيه غيره .. قدري انتي المناسب .. هل سيكون هذا المصروف خاص بالنفقات اليوميه فقط ام سيشمل امور اخرى كالملابس مثلا وربما الطعام وخلافه .. وفقا لحالتك ووضع المنزل وطبيعة اسلوبكم المعيشي قرر حجم المصروف والبنود التي يفترض به ان يشملها ..
الخطوة الرابعة..
ضعي لك هدف محدد .. متدرج .. تسعين للوصول اليه ..
في البداية مبلغ صغير .. بالنسبة لي كان هدفي في البداية هو إدخار مبلغ 50 جنيه فقط .. كنت اريد ان يكون هذا المبلغ موجود لا ينقص ابدا مهما حدث .. كنت انفقه احيانا لكني سرعان ما استبدله بخمسين اخرى بمجرد ان يتوفر معي المال .. منذ زواجي كنت احرص على هذا الامر .. لابد ان يكون بالمنزل مبلغ يكفي لمجابهة اي طاريء .. فاتورة مفاجئة .. زيارة عاجلة للطبيب .. علاج على حين غفلة .. واجب اسري لم احسب حسابه .. الحياة مليئة بالمفاجآت واقل ما يجب علينا عمله هو الاستعداد ولو باتفه المبالغ .. بعد فترة اصبح هدفي ان ارفع مبلغ الاحتياطي لـ 200 .. واجهت صعوبة في البداية .. فالدخل على القدر تماما لا يمكن التوفير منه .. لكن مع الاصرار ووضع القاعدة الذهبية امامي ــ هدفي ليس ان انفق قليلا بل الهدف ان لا انفق ابدا ــ تمكنت الى حد ما من تجميع جزء منه .. كل شهر كنت ازيد عشرين جنيها مثلا لو حتى عشرة المهم ان اضع شيء في الادخار .. كان المبلغ يزيد لكني كنت اسحب منه ايضا ولهذا احتجت إلى بعض الوقت حتى اطمئننت إلى ثبات المبلغ معي .. قسمته الى شرائح .. سمحت لنفسي بصرف مبلغ 50 لاسباب شبه مقنعه ضرورية إلى حد ما .. ثم الخمسين التاليين لا انفقها إلا في اشد الحالات ضرورة .. اما بقية المبلغ فغير مسموح بانفاقه مطلقا .. اعتبره غير موجود .. بطبيعه الحال كنت اعلم انه لو تعرضت لسبب قهري سأنفقه لكن المبدأ قائم.. بقية المبلغ غير مخصصة للانفاق .. كان هذا مبدئي لاني اعلم لو وضعت في بالي ان لدي مبلغ مدخر واني استطيع انفاقه في اي وقت فسوف لن يبقى معي اكثر من بضع ساعات وسأنفقه في الحال .. اخيرا تكون لدي المبلغ الذي حددته فبدأت التفكير في تنفيذ هدفي الاكبر وهو جمع مبلغ 1000 ..قد يكون مبلغ تافه اذا فكرت ان اشتري به شيء ذا قيمة .. لكنه كبير جدا اذا ما نظرت له على انه تجمع دون ان اشعر به .. من امور تافهة كنت انفق عليها ولم اشعر حتى بفقدانها ..
هدفي التالي باذن الله هو مبلغ 10000 ربما احتاج إلى سنوات لجمعه لكن لا مشكلة .. فالمبلغ في حد ذاته ليس هو الهدف ولا المده التي يلزمها تجميعه بل هدفي ان انظر لانجازي بعد ان يتكون لدي المبلغ واعلم اني كنت على الطريق الصحيح وانجزت امرا يستحق الافتخار به ..
ولاني اعلم ان زوجي لو علم بوجود مبلغ مدخر سيأتي عليه مثل غيره فقد اخفيت عنه موضوع هذا المبلغ في البداية .. كنت اعلم ان امري سينكشف لا محالة خاصة وانا لا اجيد الكتمان بطبيعتي والامر الآخر اني بالتأكيد وحين اضطر للانفاق منه سيعلم .. قلت له اني ادخر مبلغ 50 في البداية لمواجهة الطواريء الطبية فقط .. تفهم هو الامر ولم يناقشني .. كان يعلم اني ادخر مبلغ تافه للطواريء لكن لا يعلم قيمته على وجه التحديد .. لم يسأل ولم اشأ اخباره .. واخيرا وحين وصل المبلغ إلى الالف اخبرته .. قلت له اني جمعت الف من توافه التوافه .. استغرقني الامر حوالي سنة لكني جمعتها في النهاية .. تعمدت ان اعطيه النقود ليعدها بنفسه .. وبالمناسبة فدائما ما احتفظ بنقود الادخار بالعملات ذات الفئات الكبيرة .. خمسين .. مائة .. مئتين .. احب شكلها هكذا فهذا يساعدني اكثر على مزيد من التوفير .. اعطيته النقود ليحصيها بنفسه .. فكرت ان هذا الامر سيكون مشجع له كثيرا ليبدأ في ترشيد انفاقه هو الآخر .. كانت فكرة جيده فهو لم يكن يتوقع ابدا ان اقوم بادخار شيء خاصة وهو يرى اني انفق كثيرا .. فهو كغيره يرى ما اشتريه وما انفقه لكنه لا يرى ابدا ماامتنع عن شراءه وما استطيع تدبيره بعدم الانفاق ..
اذا فالخطوة االتالية ان تجعلي لك هدفا محددا وفقا لدخلك الشهري .. في خلال الشهرين القادمين التزمي بتوفير هذا المبلغ مهما حدث يجب ان يكون في حوزتك لمده شهرين متتاليين دون ان ينقص .. بعد ان تتمي مهمتك ابدئي في وضع هدف اعلى .. وليكن لك دائما هدف بعيد جدا ترمين اليه .. هدف يبدوا مستحيل في الفترة الحالية لكنه سيتحقق طالما انك على الطريق .. قولي اريد ان نشتري سيارة .. نشتري بيت .. نشترك في نادي .. نذهب في رحلة الى دولة اخرى .. اي هدف ترينه مستحيل بالنسبة لك ودائما ماستجدين هدفا لا يمكن تحقيقه وفقا للظروف الحالية لكنه ممكن جدا إذا ما تغيرت طريقة معيشتك وانفاقك لتصبح اكثر تنظيما وترتيبا..
لا تجعلي الهدف مقتنيات لحظية الفائدة كحقيبة باهضة الثمن او ساعة مرصعة مثلا .. كل هذه الكماليات وان كانت مبهجة في وقتها إلا انها عديمة القيمة على المدى البعيد كما انها لن تعود على اسرتك بالنفع .. ليكن هدفك دائما شاملا الاسرة كلها طالما انك توفرين من مال الاسرة كله .. لا بأس ببعض الترفيه الخاص لنفسك من وقت لآخر ولكن في حدود المعقول وبما لا يتجاوز ميزانية محدده وليكن لكم دائما كأسرة هدف مشترك يعلمه الجميع ويسعون كافة لتحقيقه ..
الاستغفار و الحمد .. اطلبي عون الكبير ..
دائما كلما شعرت بنعمة من نعم الله علي ولو كانت بسيطه احمد الله عليها فورا .. لا لشيء إلا رغبة مني في زيادتها .. الم يقل الله تعالى وإن شكرتم لأزيدنكم؟ .. هكذا ببساطة .. اشكري الله واحمديه يزدك من فضله .. ولا حد لهذه الزياده .. وانتي وشطارتك ..
من اكثر الامور التي فوجئت بنتيجتها هو الاستغفار .. قرأت تجارب للاخوات عن تأثير الاستغفار في حياتهم .. طوال عمري كنت أقرأ الآية " ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10 - 12 " كنت اقرأها ولم اكن انتبه لمعناها .. إلى ان فكرت ذات يوم .. اذا كان الله قد قال هذا استغفروا ازدكم من المال والبنين .. بل ورزق من كل مكان بلا حساب .. مدرارا .. انه وعد قطعي التنفيذ .. وهكذا بدأت استغفر ..
كنت اقول استغفر الله فقط .. احيانا كنت افكر في ذنب قمت به ولو كان صغير .. افكر واستغفر من هذا الذنب .. اي ذنب يخطر على بالي .. احيانا اخرى كنت استغفر بالاجمال كان اقول في نفسي سأستغفر على اي يوم خاطبت فيه والدي او والدتي بلهجة غير مناسبة .. سأستغفر ان كنت قصرت في حق زوجي في يوم ـ ومااكثر ما يحدث هذا ـ سأستغفر عن فترة في حياتي لم اكن ملتزمه بها .. وهكذا .. كنت استغفر .. لن اقول اني استغفر بالآلاف كما كنت اتمنى لكني كنت احاول ان استغفر ولو ثلاثين مرة مثلا في اليوم .. وحاولت ان استمر .. ان اويت الى فراشي ولم اجد بنفسي رغبة في النوم استغفر .. ان استيقظت ولم اريد ان انهض من فراشي على الفور استغفر قليلا او اذكر الله حتى افيق .. وهكذا
بعد بضعه شهور تنبهت.. وجدت ان زوجي خلال هذه المده قد انتقل إلى عمل جديد كان نقلة نوعية في دخلنا مقارنة بالسابق .. حدث هذا بعد بداية الاستغفار بفترة وجيزة جدا .. لم انتبه إلى ذلك في وقتها لكني تنبهت الآن .. هذه هي النتيجة .. او لنقل البداية باذن الله ..
احيانا ما اعود إلى المنزل وانا محملة باكياس مليئة بالمشتريات .. او اطلب مثلا من احد محلات التوصيل ان ترسل لنا شيئا .. في مثل هذه الحالات وحين تكون مصروفاتي بمبلغ كبير .. احاول دائما ان لا انسى اعطاء شيء بسيط جدا للعامل الذي يحضر لي المشتريات او يقوم بتعبئة الاكياس او حتى لشخص فقير يتسول في الشارع .. إن قابلت مثل هؤلاء وانا محملة بكثير من الخيرات احاول ان اعطيهم شيئا .. طلبا للبركة من الله .. ربما دفعا للعين .. تطهيرا للمال .. لاسباب كثيرة .. احس ان الله فتح علي برزق كثير في هذه اللحظة فلماذا لا اجود عل ى شخص ما ولو بأقل القليل ..
حاولي ان كان لديك دين ربوي ان تسدديه باسرع مايمكن أو تضعي خطة لسداده ولو على المدى الطويل .. ان كان لديك ذهب يبلغ النصاب حاولي ان تخرجي زكاته .. خاصة إن كنتي تعتبرينه نوع من الادخار .. مثل هذه الامور تدخل البركة إلى منازلنا وتزيد الرزق بامر الله ..
ان كنا ( سنكافح ) من اجل حياة كريمة ورزق وافر فلا اقل من ان نطلب عونا .. ولا معين اكبر ولا اعظم بعد الله سبحانه وتعالى .. لما تتعبين وحدك وهنالك من هو جاهز دوما ليمد لك يد المساعده .. فقط اطلبيها ..
وهكذا فقد انتهينا من الاساسيات التي ينبغي عليك الالتزام بها وبقي الانتقال للمرحلة القادمة .. نماذج عملية للتوفير .. كيف نوفر في الملبس , في الطعام , في المشتريات ..في امور حياتنا العادية .. ماذا كنت اصنع وماذا اريدكن ان تصنعن .. سأضع لكن برنامج كامل قدر المستطاع .. برنامج مجرب ليس هدفه ان تحرمي نفسك او تنزلي بمستوى معيشتك بل على العكس .. اذا التزمت بما في البرنامج وبذلت بعض المجهود في التنظيم ستجدين ان حياتك ستتمتع بقدر لا بأس به من الرفاهية وفي نفس الوقت تدخرين شيئا للمستقبل يرفع مستواك المعيشي الى درجات اعلى بكثير مما انت عليه الآن .. ستدخرين ثم تمتلكين وسيكون لديك كل ما تريدينه في النهاية ..
لماذا التوفير؟؟
في السابق كنت اعتقد ان التوفير هو خاص بأولائك من ذوي الدخل المرتفع دون اصحاب الدخل المتوسط أو المنخفض وهي الشريحة التي تقع بها الغالبية منا .. هكذا كنت اظن وهكذا درست ايضا .. فمن المباديء الاولية في علم الاقتصاد أنه كلما زاد دخل الفرد كلما زادت مدخراته بطبيعة الحال او الفائض لديه بمعنى أدق .. حاليا وجدت ان الأمر مختلف قليلا .. اكتشفت أن اصحاب الدخل المحدود أو المنخفض هم الأولى بالأدخار من غيرهم لا لشيء إلا لكسر هذه الحلقة الواقعين بها .. دخلي منخفض إذا علي أن أدخر لأغير من دخلي مستقبلا وليتغير تبعا له المستوى المعيشي الذي احياه ولو على المدي البعيد .. إن كنت في مستوى معين الآن فهذا ليس شرطا ان ابقى كذلك إلى ما لا نهاية .. وكما يحدث أن شخص ولد ليعيش في مستوى عالي وفوجيء ان الظروف تغيرت وتدنى مستواه إلى آخر فسيحدث أيضا ان نفس هذا الشخص الذي يعيش الآن في مستوى اقل يستطيع أن يغير ظروفه ليصبح غدا في مستوى ربما اعلى مما كان عليه حين ولد .. هذه هي القاعده ببساطة ..
هل يعني هذا اني ولو كنت ميسورة الحال أو غير مسؤوله عن اسرة فلي أن انفق انا اريد وكيفما اشاء ؟ ..
بطبيعة الحال الاجابة هي النفي .. فالتوفير مطلوب سواء احتجنا او لم نحتج .. فأموالنا امانة سنسأل عنها يوم القيامة .. كما اننا لا نضمن ابدا أن يستمر الحال هو الحال .. ان كان المستقبل غامضا بالنسبة لنا فلا أقل ان نعد له العده فإن جاء كما نريد فخير وبركه وإن لم يكن لا قدر الله فسنكون مستعدين ..
اذا لنضع لنا هدفا من عملية ا لادخار او ترشيد الانفاق .. سأدخر لأغير وضعي الحالي .. سأوفر شيئا ليكون لي سند في المستقبل إذا ما احتجت لاي مبلغ طاريء لاي سبب .. سأرشد انفاقي لأستمتع بما أمتلك واقدر قيمة ما اسعى لأمتلاكه .. والأهم اني سأراقب مصروفاتي ومشترياتي وكل اوجه انفاقي حتى اكون جاهزة حين يسألني الله تعالى يوم القيامة عن مالي من أين اكتسبته وفيم انفقته .. سأبدأ من الآن اعداد الإجابة للسؤال ..
في الحياة نماذج كثيرة تترك لدينا انطباعات معينة تساعدنا على فهم حقائق الحياة اكثر وقد تعطينا مثلا نحتذي بها في بعض الجوانب التي نحتاج فيها إلى مثل هذا الإقتداء ..
سين .. لم تكن جميلة بعكس غالب بنات العائلة .. رشحها جمالها المتوسط لزيجه متوسطه لا تتمتع بالرفاهية المادية كبقية اقرانها .. لكنها ومنذ يومها الأول تفوقت على نفسها في اهتمامها ببيتها وحسن تدبيرها ..
برغم ماتميزت به نشأتها من ترف وعدم تحمل للمسؤولية إلا ان الحال تبدل كثيرا بعد زواجها فقد كانت على قدر المسؤولية تماما .. يحكي انها وحين كانت طفلة صغيرة كان والدهم يعطي كل منها واخوتها مصروف جيب ليشتروا به احتياجاتهم اليومية ومن ضمنها ادواتهم المدرسية .. يتندر عنها في وسط العائلة انها كانت تجمع من اخوتها بقايا الأقلام ( الرصاص )التي يلقونها بلا اهتمام لتكتب بها ولتوفر مصروفها عوضا ان تشتري به لنفسها اقلام جديده كما يفعل اخوتها الباقين ..
الآن وبعد مرور ما يزيد عن العشرين عاما على زواجها فإن سين تمتلك هي وزوجها مبنى (محترم ) به فيلا صغيرة من دورين لها هي وزوجها .. ويسكن بقية الابناء كل في شقته في المبنى الخاص بوالديهم .. لم تسافر سين للعمل في الخارج لا هي ولا زوجها .. لم يكن لديهم استثمارات بخلاف عملهم .. لم يعرف عنهم اي نشاط غير مشروع .. لكنها هي العقلية نفسها التي كانت تحفظ المصروف لتكتب بـ (عقب ) القلم الرصاص هي ذاتها التي استطاعت ان تدبر وتوفر لتصنع لها ولأسرتها الحياة التي رأت انها تستحقها ..
ترى ماذا كان سيحدث لو ان سين اخرجت مصروفها من جيبها وذهبت ذلك اليوم لتشتري لها قلم .. رصاص ..
والآن سأحدثكم عن بعض العادات الإنفاقية ) كما اسميها والتي اتبعتها واحسست انها افادتني كثيرا ..
المصروفات اليومية ..
وهي تشمل في الغالب الطعام والشراب فهو اكثر ما ننفق عليه وهو اكثره إلحاحا بطبيعة الحال .. في البداية كنت كلما احتجت احد الأغراض اطلب من زوجي قبل خروجه ان يحضر لي معه كذا وكذا .. في السابق وحين كان المصروف في يده فانه كان يشتري ما طلبته ويضيف عليه بضع امور يحتاجها او يرى ان المنزل بحاجة لها وبعد بضعة ايام سرعان ما كان المصروف ينفذ او يكاد فتبدأ الحيرة .. حين اتبعت فكرة ان يبقى المصروف في حوزتي بقيت المشكلة شبه قائمة ايضا .. فقبل ان يخرج اطلب منه بعض الاشياء واعطيه مبلغ من مصروف البيت يكفي لشرائها ويزيد قليلا بطبيعة الحال .. كان دائما ما يعود بما طلبته ومعه بعض الاغراض الاضافية التي لا احتاجها اطلاقا وتكون النتيجة ان ينفق كل ما خرج به لتتبخر بعدها الاموال بسرعة الصاروخ ..
واخيرا توصلت لبضعه حلول صغيرة ساعدتني على مواجهة هذا الموقف ..
اصبحت اقوم كل فترة بشراء ما احتاج اليه من احد السوبرماركت الكبيرة ..
في بداية زواجي لم اكن اعلم في مدينتي التي تزوجت بها اين يقع اكبر سوبر ماركت .. رأيته بالصدفة وانا اركب احدى سيارات الاجرة .. سألت حتى عرفت مكانه على وجه التحديد .. اقنعت زوجي بان نشتري احتياجاتنا منه دائما رغم بعده الى حد ما عن السكن .. من احد الاسباب اني استمتع بالتسوق في الهايبر ماركت واعتبره نوعا من الـ ( فسحه ) والسبب الاهم ان بضاعتهم دائما ما تكون طازجة وجديده فلديهم (سحب ) على المنتجات لكثرة الزبائن ولهذا الأمر ميزات عديده سأذكرها لاحقا..علاوة على ان الانواع الجيده تتوافر لديهم فقط بعكس المحلات العادية المنتشرة بجوار المنازل فغالبا لا تجدين ما تبحثين عنه الا تلك الانواع التي يستخدمها الناس عادة اما البضائع المخصوصه فهي في المحلات الكبيرة ..
كان هذا هدفي في البداية لكني اكتشفت بعد ذلك فائدة اخرى عظيمة للتسوق في الهايبر وهي التخفيضات والعروض الخاصة .. وجدت ان الاسعار لديهم دائما اقل من المحلات العادية .. صحيح بنسب صغيرة لكنها ومع التكرار ستشكل فارقا يستحق خاصة مع جودة البضائع مقارنة بغيرها في الاماكن الاخرى كما ذكرت ..
احتياجاتي اليومية كيف اشتريها اذا ..
بالنسبة لي اقوم بتعليق ورقة على باب الثلاجة الصقها باحدى القطع المغناطيسية التي اهوى تجميعها .. ادون على الورقة كل ما اريد شراءه من اغراض خاصة بالمطبخ .. مثلا لاحظت ان الملح على وشك الانتهاء .. اكتب في الورقة ملح .. فكرت ان اصنع كفته مثلا اكتب في الورقة كيلو لحم مفروم وهكذا..
كل بضعه ايام اذهب لأشتري احتياجات المنزل اقوم بتحضير ورقة واكتب ما سأقوم بشراءه مسبقا .. قائمة .. احدد ما سأقوم بشراءه إن كنت سأذهب إلى السوبرماركت اقوم باحضار الورقة التي سبق ودونت بها احتياجاتي واضيف عليها ما اريد شراءه .. احاول قدر الإمكان الالتزام التام بمحتويات الورقة فالسوبر ماركت له سحر واغراء ومن الصعب مقاومة البضائع المعروضة خاصة إن تسوقت وانت جائعة .. ستجدين نفسك وقد اشتريت كل ما هو قابل للاكل وربما لن تأكليه حتى في النهاية .. تعرضت لمثل هذه المواقف كثيرا في السابق حتى ألفتها لكن الوضع تغير الآن ..
ضعيها قاعدة ثابته لديك ..
اكتبي قائمة بالمشتريات التي تنوين شرائها قبل نزولك للشراء .. التزمي حرفيا بالقائمة .. اقرئيها من وقت لآخر وانت تتجولين في ارجاء السوق .. ومع الوقت ستعتادين تماما كما اعتدت انا ان لا تخرج مشترياتك عن احتياجاتك الفعلية .. وسيتوفر لديك الكثير ..
القاعدة الثانية ..
بعد ان اعود إلى المنزل فإن اول ما أقوم به هو توزيع ما قمت بشراءه على اماكنه المعتاده .. ابدأ بالمجمدات فاسارع بحفظها في الفريزر قبل ان يذوب عنها الثلج ..ما يحتاج إلى تخزين اضعه في الخزانة في مكانه المخصص .. مايحفظ في الثلاجة يكون في مكانه .. في السابق كنت احيانا انسى ان احفظ شيء ما لاستيقظ في الصباح و أجده قد تلف ..
احيانا كان زوجي يشتري مثلا كيس كبير به غرض ما أرز مثلا كنت اضعه بلا اهتمام في مكانه المخصص لاكتشف بعد فترة طويلة انه كان يحوي كيس أصغر بجواره به قليل من الليمون .. كنت اغضب من زوجي حيث لم يلفت نظري إلى شراءه غرض ما قابل للتلف وانه بهذا تسبب في فساده لانه لو اخبرني لسارعت بحفظه .. كان يوجه لي اللوم قائلا أني لو كنت ( ابحث خلفه ) وانظر ما اشتراه بعين الاهتمام لوجدت ما يحتاج إلى حفظ ولما تركته حتى يتلف .. وفي النهاية كنا نتخلص من جسم الجريمة في هدوء مسلمين ضمنيا بأن الخطأ وطالما هو مشترك فلنتستر على ماحدث ونعتبره لم يكن ..
كان هذا الأمر يؤلمني خاصة وقد كان يتكرر كثيرا .. في النهاية اصبحت احد منه باتباع القاعدة الأولى وهي عدم شراء إلا ما كتب في القائمة حتى لا نشتري غرض لا نحتاجه وننساه ..
وثانيا هو هذه القاعده الثانية
وهي سرعة حفظ كل شيء قمت بشرائه في مكان محدد واخراج كل شيء من الاكياس التي اشتريتها بها لضمان ان لا غرض عالق خلف غرض آخر .. وحتى لايتعرض ما قمت بشراءه للتلف لسبب أو لآخر ..
وبالمناسبة فالأكياس التي اشتري بها البقالة خاصة الكبيرة منها لا القيها بل استفيد منها بحفظها في علبة خصصتها لذلك لاعود واستغلها في تجميع ورمي القمامة ..
القاعدة الثالثة ..
احرصي دائما وابدا على قراءة فاتورة الشراء بعد ان تعودي للمنزل .. تفقدي بنودها جيدا وانظري لكل غرض كميته وسعره .. لتعرفي اين انفقت نقودك .. وما هي البنود التي كان من الممكن شطبها لتقلصي مبلغ الشراء ..
على سبيل المثال حتى وقت قريب جدا لم اكن اعرف سعر زجاجة البيبسي رغم اني كنت اشتريها بشكل يومي ..لكني لم اكن اهتم بمعرفة تكلفة كل عنصر من عناصر الشراء كنت ادفع القيمة الإجمالية فقط .. الآن تبدل الوضت .. اصبحت اسأل عن سعر كل شيء على حده وافضل ان اطالع ورقة الحساب بعد ان اعود للمنزل وأقرأها على مهل حتى لو كنت اعلم سعر كل شيء مدون بها..
اصبحت احب هذه العاده فمن طبيعتي حب القراءة هذا اولا .. ولاني ثانيا اصبحت كثيرا ما اكتشف ان منتج ما سعره مبالغ فيه كثيرا مقارنة بمنتج آخر دون ميزة تذكر فأصبحت اتوقف عن شراءه وهكذا ..
وربما تجدين هذا التناقض في منتجات تبدوا تافهة جدا .. فبعض انواع الشوكلاته أو حتى اللبان ( العلكة ) مستورده يبلغ سعرها مايقارب ثمن دجاجة وربما تزيد عليه .. صحيح اننا نقرأ الاسعار جيدا وهي مدونة على الأرفف قبل الشراء لكن من الجيد ايضا اعادة قراءة سعر ما اشتريته فاحيانا تجدين انك دفعت مبلغ لاجمالي الفاتورة وانتي راضية فقد اشتريت اغراض كثيرة ثم تفاجئي حين تراجعين تفاصيل المبلغ بأن هنالك غرض او غرضين فقط قد استأثرا بمعظم ما دفعته وهم تحديدا من تسبب في رفع قيمة الفاتورة بهذا الشكل .. هنا سيسهل عليك ان تقرري ما تشترينه في المرة القادمة وما ستتوقفين عن جلب المزيد منه ..
ما كان يحدث سابقا وقبل أن اتزوج اني كثيرا ماكنت ارسل في شراء احتياجاتي من السوبرماركت القريب منا هاتفيا .. اتصل واطلب ما اريد ليصلنا بعدها مانريده .. ويكون الحساب آخر الشهر .. بطبيعة الحال كان المبلغ دائما لا يقل عن ثلاثة ارقام .. كنا نندهش في البداية ثم اعتدنا ذلك لتكراره ..
وهذا يدخل بنا إلى القاعدة الرابعة ..
لا تشتري على الحساب ابدا .. لا شراء على النوته .. لا شراء ببطاقة الإئتمان .. لا سحب على المكشوف .. ادفعي قيمة مشترياتك نقداً دائما .. وأبدا..
اولا حتى لا تفاجئي بمبالغ كبيرة مستحقة عليك تربك من ميزانيتك وثانيا لان الشراء على الحساب يعطي شعور زائف برخص او مجانية ما نشتريه مما يدفعنا لمزيد من الانفاق ..
لا تنسي ابدا ..ادفعي نقداً ..
القاعدة الخامسة ..
ليكن لديك ( مخزون استراتيجي ) لاحتياجات المنزل التي تعلمين يقينا انك ستستهلكينها لأسباب كثيرة ومنها أن لا تضطري لزيارة السوق كثيرا وبحجج واهية ..
على سبيل المثال ( الملح , السكر , الشاي , التوابل , ليفة الصحون , المنظفات وانواع الصابون المختلفة , المكرونة , الأرز , البصل , بعض الخضار المجمد لمجابهة الطواريء , بعض الاكلات سريعة التحضير للطواريء ايضا , الصلصة , الدقيق , الزيت , السمن , الحليب البودرة أو طويل الأجل , الحفائظ , المناديل .. الخ )
مثل هذه المنتجات نستخدمها بشكل يومي تقريبا فلا معنى ان ننتظر حتى ينفذ مخزونها لنرسل في طلب المزيد ..
وبالمناسبة فالملح والسكر وغيره من المواد التي لا غنى عنها في المنزل اقوم دائما بعمل احتياطي منه يعني استخدم كيس واترك كيس في الخزانه احتياطي فاذا لا حظت قرب انتهاء الكيس المستخدم ادون في الورقة المعلقة على الثلاجة اني بحاجة لكيس جديد قبل ان افتح الاحتياطي وهكذا .
دائما ما احتفظ بكمية مناسبة من هذه البضائع لدي لاوفر على نفسي عناء النزول اليومي للسوق فمن المؤكد اني في كل مرة سأخرج للتسوق سأعود وقد اشتريت شيء ضروري ومعه على الأقل غرض أو غرضين لا نفع منهما ولا فائدة .. فلأقلل مرات تسوقي إذا قدر المستطاع ولتقل معها بطبيعة الحال النفقات بشكل أفضل ..
القاعدة السادسة ..
.. جمعي المنتجات المتشابهة .. والهدف هو نفسه الذي سيتحقق من القاعدة السابقة اضافة لهدف آخر معروف في علم الإدارة .. وهو اختصار الخطوات المتكررة التي تختصر معها الجهد والوقت والأهم .. النفقات ..
مثلا إن ذهبت إلى الجزار فلتشتري متطلبات المنزل من اللحم لمده طويلة نسبيا .. اسبوع مثلا او شهر .. احفظيها في اكياس بلاستيكية شفافة محكمة الربط .. الصقي عليها بطاقة تبين النوع وتاريخ التعبئة .. خزني في الفريزر .. ان قمت بعمل لحم العصاج كرري نفس الأمر .. اطبخي كمية كافية لعده اصناف .. عبئيها في عبوات مناسبة .. دوني البيانات .. جمدي في الفريزر .. كرري الامر في اللأكلات المشابهة ..
الخضار كذلك .. اشتري كمية كافية .. صنفين او اكثر .. فرغي نفسك لساعة او ساعتين لتجهيزه .. قطعي مايلزم وازيلي ما لست بحاجة إليه .. اغسلي .. عرضيه للبخار لدقائق أو احفظي مباشرة .. احكمي الغلق ثم دوني البيانات وجمدي .. سيتوفر لديك كمية تكفي لعده وجبات .. من جهة ستوفرين ما كنت تدفعينه في الخضار المجمده التي تباع باسعار مضاف إليها تكاليف تجهيزها .. ومن جهة اخرى ستوفرين كثيرا من الوقت الضائع في عملية الشراء والتجهيز ..
فتجهيز ضعف الكمية لا يستغرق ابدا ضعف الوقت او الجهد .. هو المبدأ الإداري الذي حدثتكم عنه .. اختصار الخطوات المتكررة وترتيب مراحل الإنتاج ..
القاعدة السابعة ..
راجعي الحساب على مهل وقبل ان تغادري محل الشراء ..
في السابق كنت اقوم بالدفع ثم يعطيني البائع الفكة او الصرافة .. اضعها في حقيبتي وانصرف .. حاليا ولسبب ما تعودت ان اقوم بعد ما يعطيني اياه .. في احيان كثيرة اكتشف خطأ في الحساب سواء لصالحي او صالحه .. اقوم بتنبيهه واعطائه ما له ان وجد واخذ مالي ان كان لي عنده شيء ..
احيانا ايضا اطلب بعض الاغراض بالهاتف ويأتيني مندوب التوصيل .. في السابق كنت اخذ الفاتورة واعطيه حسابه الذي يطلب .. حاليا اقوم بحساب بنود الفاتورة اولا قبل الدفع .. في احدى المرات اكتشفت اختفاء احد الاغراض التي طلبتها ولم اكن لا تذكر ذلك لولا مراجعتي للفاتورة التي وجدت ان الغرض دون بها لكنه لم يصلني ..
بخلاف امر آخر ..
حين اكون امام البائع احاول ان احسب ( ذهنيا) قيمة تقريبية لمشترياتي فإن جاء المبلغ الذي قاله مطابقا لها كان بها وإذا اختلف عنها كثيرا لا اجد حرجا من مناقشته وسؤاله بلطف عن كيف جاء هذا المبلغ فيعيد امامي حسابه لأتأكد فاحيانا يحدث خطأ .. وفي احيان كثيرة يكون البائع مخطيء وله مبلغ عندي فقد نسي امر ما في حسابه .. تحدث مثل هذه الأخطاء في كثير من الاحيان بحسن نية ومايهمنا ان نخرج لا حق لنا ولا علينا ..
في احدى المرات ايضا طلبت من احد المطاعم وجبة ما .. حسبت تقريبيا ـ على غير عادتي ـ المبلغ المطلوب لاجهزه .. جاء المندوب وقال لي الرقم الذي يريده دون ان يعطيني فاتورة .. اعطيته ما طلب .. شيء ما جعلني اتذكر ان الحساب الذي وضعته لم يكن هو نفسه ما دفعته .. راجعت المشتريات وفقا لما اتذكره من الاسعار واكتشفت ان المندوب قد قام بتحصيل مبلغ زائد قليلا لنفسه على مايبدوا رغم اني لم انسى اعطاءه البقشيش..
اتصلت بالمطعم وسألتهم بهدوء شديد عن سعر ما طلبته وانه يبدوا ان خطأ ما قد حدث في الحساب .. تردد الشخص على الجانب الآخر قليلا ثم استأذنني في السؤال وسمعته يخاطب من بجواره بان المندوب قد كرر فعلته التي فعلها سابقا وهي وضع اضافات على الفاتورة .. كان معي حق اذا .. اتفقت معه على ان يكون لي بقية في المبلغ آخذها فيما بعد في اي يوم اطلب منهم مرة اخرى .. بعد قليل فوجئت بهم وقد ارسلوا لي المندوب ليعيد بقية المبلغ رغم انه لم يكن يستحق المشوار .. شعرت انني فعلت الصواب خاصة وان من يسرق في القليل يسرق فيما هو اكبر ..
اكتشفت هذه الاخطاء في الحساب مؤخرا فقط حين بدأت اعد واحصي ما اقوم بالحصول عليه بعد الدفع .. ترى كم من المواقف التي مرت علي وكان هنالك خطأ ما لصالحي لكني لم انتبه لعدم حرصي على تطبيق هذه القاعدة ؟
القاعدة الثامنة ..
سابقا كنت اقوم بوضع مبلغ كبير معي في حقيبتي اخرج به دائما اشتري به ما اريد ـ بترشيد ـ ان صادفت شيء يستحق الشراء ـ بترشيد ايضا ـ .. كل بضعه ايام كنت احصي ما معي لأتأكد اني لست بحاجة لزياده المبلغ .. كان لدي دائما فكرة مبدئية عما احتاج إلى انفاقه ( بالتقريب ) فمع الوقت دائما ما نعرف احتياجاتنا وحدود انفاقنا غالبا .. فطالما اني لا انوي شراء سلعه لا تتكرر كالثياب مثلا فاحتياجاتي اليومية شبه معروفة والمبالغ المنفقة عليها يوميا متقاربة الى حد كبير ..
كان لدي دائما مبلغ ( غالبا في حدود 50 أو 100 جنيه من العملات الكبيرة في الغالب ) احتفظ بهذا المبلغ في جيب أو ( سوسته ) خاصة في حقيبتي ايا كان موديل الحقيبة فدائما ما اجد بها هذه ( السوسته ) الخاصة بمبلغي المخصص للحظة الاخيرة .. تعودت هذا الأمر من سنوات طويلة .. هذا المبلغ لا انفقه لكنه بمثابة ( سند ) او امان لي فيما لو احتجت لشراء امر طاريء احتجته ولم تكفي النقود معي او لإكمال فاتورة شرائي .. فانا لا احب ابدا ان اقوم بارجاع غرض اشتريته لان النقود التي معي لم تكفي .. كما اني احيانا افاجيء بغرض ما احتاج لشراءه ووجدته امامي لسبب او لآخر وربما لا تكفي النقود معي لشراء هذا الغرض الطاريء فيكون في مبلغ الأمان عون لي في الحصول عليه ..
بخلاف هذا المبلغ الذي اعرف قيمته دائما واحرص من وقت لآخر على التأكد من وجوده فإني لم اكن غالباً احصي ما معي من نقود ..
في الفترة الأخيرة بدأ الوضع يتغير . . اصبحت اعرف جيدا ما معي من نقود .. احصيه قبل ان اخرج وبعد عودتي .. ساعدني هذا كثيرا في تقدير مصروفي بحيث لا افاجيء في يوم ما ان مامعي انتهى او يكاد .. ولهذا فلا تنسي هذه القاعده ابدا ..
قومي باحصاء ما معك قبل ان تخرجي ثم قومي باحصائه مرة اخرى بعد رجوعك من رحلة التسوق ..
القاعده التاسعه ..
حاولي دائما ان تحتفظي معك بالعملات ذات الفئات الكبيرة فالعشرون جنيها تبدوا اكثر قيمة من العشرتين .. والعشرة نفسها اكبر قيمة من الخمستين .. فيما ان الخمسة ربما تترددين في انفاقها على غرض تافه بينما تدفعين على نفس الغرض خمسة عملات صغيرة من فئة الجنيه .. إنها حيلة نفسيه ..
ولهذا فكثيرا مااحرص على الشراء بالفكة التي معي واحتفظ بعملاتي الكبيرة حتى اترد د فيما بعد اذا ما اردت انفاقها .. فإذا فعلت واشتريت بها فإني افعل وانا مدركة لقيمتها الحقيقية غير مستهينة بما دفعت ..
تخيلي لو كان معك مائتين من الجنيهات مثلا .. اشتريتي بمائة وانتهت .. ثم اضطررت لفك أو ( كسر ) المائة الثانية .. هنا فقط ربما تترددي وتتوقفي عن الشراء بينما لو كانت النقود عملات صغيرة لن يكون هنالك تردد وربما ستكتشفين بعد عودتك للمنزل انك انفقت كامل المئتين وربما حتى لم يتبق لديك ما يكفي لتدفعي لسيارة الأجرة ..
تخلصي من الفكة أولا .. قدري قيمة عملتك الكبيرة